- قال سيد قطب: {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [النساء (26)]
فهذا المنهج هو منهج الله الذي سنه للمؤمنين جميعاً، وهو منهج ثابت في أصوله، موجد في مبادئه، مطرد في غاياته وأهدافه، هو منهج العصبة المؤمنة من قبل ومن بعد، ومنهج الأمة الواحدة التي يجمعها موكب الإيمان على مدار القرون، بذلك يجمع القرآن بين المهتدين إلى الله في كل زمان ومكان، ويكشف عن وحدة منهج الله في كل زمان ومكان، ويربط بين الجماعة المسلمة، والموكب الإيماني الموصول، في الطريق اللاحب الطويل، وهي لفتة تشعر المسلم بحقيقة أصله، وأمته ومنهجه وطريقه، إنه من هذه الأمة المؤمنة بالله، تجمعها آصرة المنهج الإلهي، على اختلاف الزمان والمكان، واختلاف الأوطان والألوان، وتربطها سنة الله المرسومة للمؤمنين في كل جيل، ومن كل قبيل.
[في ظلال القرآن (2/631)].