هذا مفهوم عظيم، وهو مفهوم الأمة
الواحدة، والجماعة الواحدة، فالمسلمون لا تفرقهم أسماء الدول، أو الحدود التي حصلت
عند المتأخرين، فهذه الحدود تتغير من زمن إلى زمن؛ ولهذا نسمع في هذه الأيام أن
الدولة الظالمة الجائرة أمريكا تريد تغيير الخريطة، فهذا يدل على أن الخرائط يمكن
أن تتبدل، وأن تتغير مع الزمن واستيلاء دولة على دولة، والأسماء تتغير، فقد كان
زمان الدولة العباسية، ثم دولة المماليك، ثم صارت الدولة العثمانية، والآن صارت
أوزاعاً، فهذه الأسماء لا تفرق بين المسلمين، فإن المسلمين إخوة، ويد واحدة،
كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً. [دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد
والواسطية، عبد الرحيم السلمي (18/10)].