إن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة، ولكنه جعل لكل منهم طريقاً ومنهاجاً، وجعلهم مبتلين مختبرين، فيما آتاهم من الدين والشريعة، وما آتاهم في الحياة كلها من عطايا، وأن كلاً منهم يسلك طريقه، ثم يرجعون كلهم إلى اللّه، فينبئهم بالحقيقة، ويحاسبهم على ما اتخذوا من منهج وطريق، وأنه إذن لا يجوز أن يفكر في التساهل في شيء من الشريعة لتجميع المختلفين في المشارب والمناهج، فهم لا يتجمعون...، بذلك أغلق الله سبحانه مداخل الشيطان كلها، وبخاصة ما يبدو منها خيراً، وتأليفاً للقلوب، وتجميعا للصفوف بالتساهل في شيء من شريعة الله في مقابل إرضاء الجميع! أو في مقابل ما يسمونه وحدة الصفوف!
إن شريعة الله أبقى وأغلى من أن يضحى بجزء منها في مقابل شيء قدر الله ألا يكون! فالناس قد خلقوا ولكل منهم استعداد، ولكل منهم مشرب، ولكل منهم منهج، ولكل منهم طريق، ولحكمة من حكم الله خلقوا هكذا مختلفين.
[أركان الإيمان، علي الشحود (ص: 105)]