قال
البقاعي -رحمه الله- في قوله: {وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر (14)] أي: مفترقة أشد
افتراق، وعن ذلك نشأت الرهبة، وموجب هذا الشتات اختلاف الأهواء، التي لا جامع لها من
نظام العقل، كالبهائم، وإن اجتمعوا في عداوة أهل الحق كاجتماع البهائم في الهرب من
الذئب، قال القشيري: اجتماع النفوس مع تنافر القلوب واختلافها أصل كل فساد، وموجب كل
تخاذل، ومقتض لتجاسر العدو، واتفاق القلوب والاشتراك في الهمة والتساوي في القصد يوجب
كل ظفر، وكل سعادة؛ ولما كان السبب الأعظم في الافتراق ضعف العقل، قال معللاً: {ذلك}
أي الأمر الغريب من الافتراق بعد الاتفاق الذي يخيل الاجتماع {بأنهم قوم} أي مع شدتهم
{لا يعقلون} فلا دين لهم. [نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (19/ 452)].